ثم قاله سبحانه: { ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } يقول: الله بدأ الناس فخلقهم، ثم يعيدهم فى الآخرة بعد الموت أحياء كما كانوا، { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [آية: 11] فى الآخرة، فجزيهم بأعمالهم.
{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } يعنى يوم القيامة { يُبْلِسُ } يعنى ييأس { ٱلْمُجْرِمُونَ } [آية: 12] يعنى كفار مكة من شفاعة الملائكة، { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ } من الملائكة { شُفَعَاءُ } فيشفعوا لهم { وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } [آية: 13] يعنى تبرأت الملائكة ممن كان يعبدها.
{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } يوم القيامة { يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } [آية: 14] بعد الحساب إلى الجنة، وإلى النار، فلا يجتمعون أبداً، ثم أخبرهم بمنزلة الفريقين جميعاً، فقال سبحانه: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } [آية: 15] يعنى فى بساتين يكرمون وينعمون فيها وهي الجنة.
{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله عز وجل، { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } يعنى القرآن، { وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } يعنى البعث، { فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ }[آية: 16] { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } يعنى فصلوا لله عز وجل، { حِينَ تُمْسُونَ } يعنى صلاة المغرب والصلاة العشاء، { وَحِينَ تُصْبِحُونَ } [آية: 17] يعن صلاة الفجر.
{ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يحمده الملائكة فى السموات ويحمده المؤمنون في الأرض، { وَعَشِيّاً } يعني صلاة العصر { وَحِينَ تُظْهِرُونَ } [آية: 18] يعنى صلاة الأولى، { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } يقول: يخرج الناس والدواب والطير من النطف وهى ميتة، { وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ } يعنى النطف { مِنَ ٱلْحَيِّ } يعنى من الناس والدواب والطير، { وَيُحْيِي ٱلأَرْضَ } بالماء { بَعْدَ مَوْتِهَا } فينبت العشب فذلك حياتها، ثم قال: { وَكَذَلِكَ } يعنى وهكذا { تُخْرَجُونَ } [آية: 19] يا بنى آدم من الأرض أن الله عز وجل يرسل يوم القيامة ماء الحيوان من السماء السابعة من البحر المسجور على الأرض بين النفختين فتنبت عظام الخلق ولحومهم وجلودهم كما ينبت العشب من الأرض.