التفاسير

< >
عرض

فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ
٩١
مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ
٩٢
فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ
٩٣
فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ
٩٤
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ
٩٥
وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
٩٦
قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ
٩٧
فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ
٩٨
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٩٩
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
١٠٠
-الصافات

مقاتل بن سليمان

{ فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ } إلى الصنم الكبير وهو بيت { فَقَالَ } للآلهة { أَلا تَأْكُلُونَ } [آية: 91] الطعام الذى بين أيديكم { مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ } [آية: 92] ما لكم لا تكلمون؟ ما لكم لا ترزدن جواباً، أتأكلون، أولا تأكلون.
{ فَرَاغَ } يعنى فمال إلى آلهتهم { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ } يعنى فأقبل عليهم { ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ } [آية: 93] بيده اليمنى يسكرهم بالفأس، فلما رجعوا من عيدهم، { فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ } [آية: 94] يمشون إلى إبراهيم يأخذونه بأيديهم فـ { قَالَ } لهم إبراهيم: { أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } [آية: 95] وما تنحتون من الأصنام { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [آية: 96] وما تنحتون من الأصنام.
قال أبومحمد: قال الفراء: { ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ } الذى حلفها عليها، فقال:
{ وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ } [الأنبياء: 57]، قال أبو محمد: حدثنى هناد، قال: حدثنا ابن يمان، قال: رأيت سفيان جائياً من السوق بالكوفة فقلت: من أين أقبلت؟ قال: من دار الصيادلة نهيتهم عن بيع الداذى، وإنى لأرى الشىء أنكره فلا أستطيع تغييره، فأبول دماً رجع إلى قول مقاتل.
{ قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً } قال ابن عباس: بنوا حائطاً من حجارة طوله فى السماء ثلاثون ذراعاً، وعرضه عشرون ذراعاً { فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ } [آية: 97] فى نار عظيمة قال الله عز وجل فى سورة الأنبياء
{ يٰنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَمَا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } [الأنبياء: 69]، { وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً } [الأنبياء: 70] سوءاً، الآية وعلاهم إبراهيم، عليه السلام، وسلمه الله عز وجل وحجزهم عنه، فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى أهلكهم الله عز وجل، فما بقيت يومئذ دابة إلا جعلت تطفىء النار عن إبراهيم، عليه السلام، غير الوزغ كانت تنفخ النار على إبراهيم، فأمر النبى صلى الله عليه وسلم بقتلها.
{ فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ } [آية: 98] { وَقَالَ } وهو ببابل { إِنِّي ذَاهِبٌ } يعنى مهاجر { إِلَىٰ رَبِّي } إلى رضى ربى بالأرض المقدسة { سَيَهْدِينِ } [آية: 99] لدينه، وهو أول من هاجر من الخلق، ومعه لوط وسارة، فلما قدم الأرض المقدسة سأل ربه الولد، فقال: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينِ } [آية: 100] هب لى ولداً صالحاً، فاستجاب له.