التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ
٨
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٩
قُلْ يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
١٠
-الزمر

مقاتل بن سليمان

{ وَإِذَا مَسَّ } يعنى أصاب { ٱلإِنسَانَ } يعنى أبا حذيفة بن المغيرة بن عبدالله المخزومى { ضُرٌّ } يعنى بلاء أو شدة { دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } يقول: راجعا إلى الله من شركه موحداً يقول: اللهم اكشف ما بى { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ } يقول: أعطاه الله الخير { نَسِيَ } يعنى ترك { مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } فى ضره { وَجَعَلَ } أبو حذيفة { لِلَّهِ أَندَاداً } يعنى شركاء { لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ } يعنى ليستزل عن دين الإسلام { قُلْ } لأبى حذيفة { تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } فى الدنيا إلى أجلك { إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } [آية: 8].
ثم ذكر المؤمن، فقال سبحانه: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } يعنى مطيع لله فى صلاته، وهو عمار بن ياسر { آنَآءَ ٱللَّيْلِ سَاجِداً } يعنى ساعات الليل ساجداً { وَقَآئِماً } فى صلاته { يَحْذَرُ } عذاب { ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ } يعنى الجنة كمن لا يفعل ذلك ليسا بسواء { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ } إن ما وعد الله إضمار فى الآخرة من الثواب والعقاب حق، يعنى عمار بن ياسر { وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } يعنى أبا حذيفة { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلأَلْبَابِ } [آية: 9] يعنى أهل اللب والعقل، يعنى عمار بن ياسر.
ثم قال: { قُلْ يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } العمل { فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ } يعنى الجنة { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } يعنى المدينة { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ } يعنى جزاءهم الجنة وأرزاقهم فيها { بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آية: 10].