{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ } يا محمد { مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } ذكرهم { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ } وذلك أن كفار مكة سألوا النبى صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية يقول الله تعالى: { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ } يعنى وما ينبغى لرسول { أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ } إلى قومه { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } يعنى إلا بأمر الله { فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } بالعذاب يعنى القتل ببدر فيها تقديم، { قُضِيَ } العذاب { بِٱلْحَقِّ } يعنى لم يظلموا حين عفوا { وَخَسِرَ هُنَالِكَ } يعنى عند ذلك { ٱلْمُبْطِلُونَ } [آية: 78] يعنى المكذبين بالعذاب فى الدنيا بأنه غير كائن.
ثم ذكرهم صنعه ليعتبروا فيوحدوه، فقال سبحانه: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ } يعنى الإبل والبقر{ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } [آية: 79] يعنى الغنم.
{ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ } فى ظهورها، وألبانها، وأصوافها، وأوبارها، وأشعارها، { وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ } يعنى فى قلوبكم { وَعَلَيْهَا } يعنى الإبل والبقر { وَعَلَى ٱلْفُلْكِ } يعنى السفن { تُحْمَلُونَ } [آية: 80].
ثم قال: { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } لهذا الذى ذكر من الفلك والأنعام من أياته، فاعرفوا توحيده بصنعة، وإن لم تروه، ثم قال: { فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ } [آية: 81] أنه ليس من الله عز وجل.