التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَٱسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
١٠
-الأحقاف

مقاتل بن سليمان

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ } وذلك "أن خمسين رجلاً من اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله بن سلاّم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود: ألستم تعلمون أن عبدالله بن سلام سيدكم وأعلمكم؟ قالوا: بلى ومنه نقتبس، وإنا لا نؤمن بك حتى يتبعك عبدالله بن سلام، وعبدالله بن سلام يسمع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيتم إن اتبعني عبدالله بن سلام وآمن بي أفتؤمنون بي؟ فقال بعضهم: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فمن أعلمكم بعد عبدالله بن سلام، فأتاه، فقال: أنت أعلم اليهود، فقال عبدالله: أعلم مني، قال: فمن أعلم اليهود بعد عبدالله؟ فسكت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت أعلم اليهود بعد عبدالله، قال: كذلك يزعمون، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإنى أدعوكم إلى الله وإلى عبادته ودينه، قالوا: لن نتبعك وندع دين موسى، فخرج عبدالله بن سلام من الستر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبدا لله قد آمن بي" ، فجادلهم عبدالله بن سلام ملياً، فجعل يخبرهم ببعث النبي صلى الله عليه وسلم وصفته في التوراة، فقال ابن صوريا: إن عبدالله بن سلام شيخ كبير قد ذهب عقله ما يتكلم إلا بما يجىء على لسانه، فذلك قوله: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ }.
{ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } يعني عبدالله بن سلاّم { عَلَىٰ مِثْلِهِ } يعني على مثل ما شهد عليه يامين بن يامين، كان أسلم قبل عبدالله بن سلام وكان يامين من بنى إسرائيل من أهل التوراة { فَآمَنَ } بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: فأمن { وَٱسْتَكْبَرْتُمْ } يقول صدق ابن سلام بالنبي صلى الله عليه وسلم واستكبرتم أنتم عن الهدى عن الإيمان يعني اليهود { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [آية: 10] يعني اليهود إلى الحجة مثلها في برءاة.