التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ
٤
-محمد

مقاتل بن سليمان

فقال: { فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من مشركى العرب بتوحيد الله تعالى: { فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ } يعني الأعناق { حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ } يعني قهرتموهم بالسيف وظهرتم عليهم { فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ } يعني الأسر { فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ } يعني عتقاً بعد الأسر فيمن عليهم { وَإِمَّا فِدَآءً } يقول: فيفتدى نفسه بماله ليقوى به المسلمون على المشركين، ثم نسختها آية السيف في براءة، وهى قوله: { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة: 5]، يعني مشركى العرب خاصة.
{ حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } يعني ترك الشرك، حتى لا يكون في العرب مشرك، وأمر ألا يقبل منهم إلا الإسلام، ثم استأنف، فقال: { ذَلِكَ } يقول هذا أمر الله في المن والفداء. حدثنا عبدالله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الهذيل، قال: قال مقاتل: إذا أسلمت العرب وضعت الحرب أوزارها، وقال في سورة الصف:
{ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ } [الصف: 14] بمحمد حين أسلمت العرب.
فقال: { وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ } يقول: لانتقم منهم { وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَ } يعني يبتلى بقتال الكفار { بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } يعني قلتى بدر { فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [آية: 4] يعني لن يبطل أعمالهم الحسنة.