{ أَمْ لَهُمْ } يقول: ألهم { إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } يمنعهم من دوننا من مكرنا بهم، يعني القتل ببدر فنزه الرب نفسه تعالى من أن يكون معه شريك، فذلك قوله: { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [آية: 43] معه، ثم ذكر قسوة قلوبهم، فقال: { وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } يقول: جانباً من السماء { سَاقِطاً } عليهم لهلاكهم { يَقُولُواْ } من تكذيبهم هذا { سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } [آية: 44] بعضه على بعض { فَذَرْهُمْ } فخل عنهم يا محمد { حَتَّىٰ يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ } في الآخرة { ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } [آية: 45] يعني يعذبون.
ثم أخبر عن ذلك اليوم، فقال: { يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ } في الآخرة { كَيْدُهُمْ شَيْئاً } يعني مكرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم شيئاً من العذاب { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } [آية: 46] يعني ولا هم يمنعون، ثم أوعدهم أيضاً العذاب في الدنيا.