التفاسير

< >
عرض

خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ
١٤
وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ
١٥
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٦
-الرحمن

مقاتل بن سليمان

ثم قال: { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } يعني آدم، عليه السلام { مِن صَلْصَالٍ } يعني من تراب الرمل، ومعه الطين الحر، قال ابن عباس: الصلصال: الطين الجيد إذا ذهب عنه الماء، فتشقق، فإذا تحرك تقعقع، وأما قوله: { كَٱلْفَخَّارِ } [آية: 14] يعني هو بمنزلة الفخار من قبل أن يطبخ، يقول: كان ابن آدم من قبل أن ينفخ فيه الروح بمنزلة الفخار أجوف { وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ } يعني إبليس { مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ } [آية: 15] يعني من لهب النار صاف ليس له دخان، وإنما سمى الجان لأنه من حي من الملائكة، يقال لهم: الجن، فالجن الجماعة، والجان الواحد، وكان حسن خلقهما من النعم. فمن ثم قال: { فَبِأَيِّ آلاۤءِ } يعني نعماء { رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [آية: 16].