التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ
١٨
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ
١٩
-الحديد

مقاتل بن سليمان

قوله: { إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ } من أموالهم { وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ } نزلت في أبي الدحداح الأنصاري، وذلك "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالصدقة ورغبهم في ثوابها، فقال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، فإني قد جعلت حديقتي صدقة لله ولرسوله، ثم جاء إلى الحديقة، وأم الدحداح في الحديقة، فقال: يا أم الدحداح، إنى قد جعلت حديقتي صدقة لله ولرسوله، فخذي بيد صبيتاه فأخرجيهم من الحائط، فلما أصابهم حر الشمس بكوا، فقالت أمهم: لا تبكوا فإن أباكم قد باع حائطه من ربه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم من نخلة مذلا عذوقها قد رأيتها لأبي الدحداح في الجنة" ، فنزلت فيه: { إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } يعني محتسباً طيبة بها نفسه { يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } [آية: 18] يعني جزاء حسناً في الجنة.
فقال الفقراء: ليس لنا أموال نجاهد بها، أو نتصدق بها، فأنزل الله تعالى: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني صدقوا { بِٱللَّهِ } بتوحيد الله تعالى { وَرُسُلِهِ } كلهم { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ } بالله وبالرسل ولم يشكوا فيهم ساعة، ثم أستأنف، فقال: { وَٱلشُّهَدَآءُ } يعني من استشهد منهم { عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ } يعني جزاؤهم وفضلهم { وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } يعني بالقرآن { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } [آية: 19] يعني ما عظم من النار.