التفاسير

< >
عرض

سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١
لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢
هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٣
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٤
لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ
٥
يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
٦
-الحديد

مقاتل بن سليمان

{ سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } يعني ذكر الله الملائكة وغيرهم والشمس والقمر والنجوم { وَ } ما في { وَٱلأَرْضِ } من الجبال، والبحار، والأنهار، والأشجار، والدواب، والطير، والنبات، وما بينهما يعني الرياح، والسحاب، وكل خلق فيهما، ولكن لا تفقهون تسبيحهن { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه { ٱلْحَكِيمُ } [آية: 1] في أمره { لَهُ مُلْكُ } يعني له ما في { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي } الموتى { وَيُمِيتُ } الأحياء { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من حياة وموت { قَدِيرٌ } [آية: 2] { هُوَ ٱلأَوَّلُ } قبل كل شىء { وَ } هو { وَٱلآخِرُ } بعد الخلق { وَ } هو { وَٱلظَّاهِرُ } فوق كل شىء، يعني السماوات { وَ } وهو { وَٱلْبَاطِنُ } دون كل شىء يعلم ما تحت الأرضيين { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } قبل خلقهما { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ } من المطر { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } النبات { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } من الملائكة { وَمَا يَعْرُجُ } يعني وما يصعد { فِيهَا } يعني في السماوات من الملائكة { وَهُوَ مَعَكُمْ } يعني علمه { أَيْنَ مَا كُنتُمْ } من الأرض { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } [آية: 5] يعني أمور الخلائق في الآخرة { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } يعني زيادة كل منهما ونقصانه، فذلك قوله: { يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ } [الزمر: 5]، يعني يسلط كل واحد منهما على صاحبه في وقته حتى يصير الليل خمس عشرة ساعة، والنهار تسع ساعات، { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [آية: 6] يعني بما فيها من خير أو شر.