{ فَمَن بَدَّلَهُ } غير وصية الميت { بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ } وزره { عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ } يغيرونه ونجا الميت منه { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لوصية الميت ومقالته { عَلِيمٌ } إن جار أو عدل ويقال عليم بفعل الوصي فكانوا ينفذون الوصية كما كانت وإن جار مخافة الوزر حتى نزل قوله { فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ } علم من الميت { جَنَفاً } ميلاً وخطأً { أَوْ إِثْماً } عمداً في الجنف { فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ } بين الورثة وبين الموصى له أي رده إلى الثلث والعدل { فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ } فلا حرج عليه في رده { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } للميت إن جار وأخطأ { رَّحِيمٌ } بفعل الموصي ويقال غفور للوصي رحيم حين رخص عليه الرد إلى الثلث والعدل { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ } فرض { عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ } فرض { عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } بالعدد ويقال كتب عليكم الصيام فرض عليكم الصيام بترك الأكل والشرب والجماع بعد صلاة العتمة أو النوم قبل صلاة العتمة { كَمَا كُتِبَ } فرض { عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } من أهل الكتاب { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } لكي تتقوا الأكل والشرب والجماع بعد صلاة العشاء أو النوم قبل صلاة العشاء وهذا منسوخ بقوله { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ } بقوله { وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ } { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } ثلاثين يوماً مقدم ومؤخر { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } فليصم من أيام أخر بقدر ما أفطر من رمضان { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } يعني يطيقون الصوم { فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } فليطعم مكان كل يوم أفطر نصف صاع من حنطة لمسكين وهذه منسوخة بقوله { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } ويقال { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } يعني الفدية ولا يطيقون الصوم يعني الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة لا يطيقان الصوم فدية طعام مسكين فليطعمان مكان كل يوم أفطرا من رمضان نصف صاع من حنطة لمسكين { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً } زاد على منوين { فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ } بالثواب { وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ } من الفدية { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إذا كنتم تعلمون { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ } هو الذي { أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } جبريل بالقرآن جملة إلى سماء الدنيا فأملاه على السفرة ثم نزل به بعد ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم يوماً بيوم آية وآيتين وثلاثاً وسورة { هُدًى لِّلنَّاسِ } القرآن بيان من الضلالة للناس { وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ } واضحات من أمر الدين { وَٱلْفُرْقَانِ } الحلال والحرام والأحكام والحدود والخروج من الشبهات { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ } في الحضر { فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً } في شهر رمضان { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ } فليصم { مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ } بقدر ما أفطر { يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ } أراد الله بكم رخصة الإفطار في السفر ويقول اختار الله لكم الإفطار في السفر { وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ } لم يرد أن يكون لكم العسر في الصوم في السفر ويقال لم يختر لكم الصوم في السفر { وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ } لكي تصوموا في الحضر عدة ما أفطرتم في السفر { وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ } لكي تعظموا الله { عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } كما هداكم لدينه ورخصته { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا رخصته.