{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ } أشمويل { إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ } بين { لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً } ملكه عليكم { قَالُوۤاْ أَنَّىٰ يَكُونُ } من أين يكون { لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا } وليس هو من سبط الملك { وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ } لأنا من سبط الملك { وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ } ليس له سعة المال لينفق على الجيش { قَالَ } أَشمويل { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاهُ } اختاره بالملك وملكه { عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً } فضيلة { فِي ٱلْعِلْمِ } علم الحرب { وَٱلْجِسْمِ } الطول والقوة { وَٱللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ } يعطي ملكه { مَن يَشَآءُ } في الدنيا وإن لم يكن من سبط الملك { وَٱللَّهُ وَاسِعٌ } بالعطية { عَلِيمٌ } بمن يعطي قالوا ليس ملكه من الله بل أنت ملكته علينا { وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ } أشمويل { إِنَّ آيَةَ } علامة { مُلْكِهِ } أنه من الله { أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ } هو أن يرد إليكم التابوت الذي أخذ منكم { فِيهِ سَكِينَةٌ } رحمة وطمأنينة ويقال فيه ربح النصرة له صفوة كوجه إنسان { مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ } مما ترك موسى يعني كتابه ويقال ألواحه وعصاه { وَآلُ هَارُونَ } مما ترك هارون رداؤه وعمامته { تَحْمِلُهُ } تسوقه { ٱلْمَلاۤئِكَةُ } إليكم { إِنَّ فِي ذَلِكَ } في رد التابوت إليكم { لآيَةً } علامة { لَّكُمْ } أن ملكه من الله { إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ } مصدقين فلما رد إليهم التابوت قبلوا وخرجوا معه { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ } خرج طالوت { بِٱلْجُنُودِ } بالجيش فأخذ يمشي بهم في أرض قفرة فأصابهم حر وعطش شديد فطلبوا منه الماء { قَالَ } لهم طالوت { إِنَّ ٱللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ } مختبركم بنهر جار { فَمَن شَرِبَ مِنْهُ } من النهر { فَلَيْسَ مِنِّي } ليس معي على عدوي ولا يجاوزه { وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ } لم يشرب منه { فَإِنَّهُ مِنِّيۤ } على عدوي ثم استثنى فقال { إِلاَّ مَنِ ٱغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ } وإن قرأت بفتح الغين أراد به غرفة واحدة فكانت تكفيهم تلك الغرفة لشربهم ودوابهم وحملهم { فَشَرِبُواْ مِنْهُ } فلما بلغوا إلى النهر وقفوا في النهر وشربوا منه كيف شاؤوا { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً لم يشربوا إلا كما دلهم الله { فَلَمَّا جَاوَزَهُ } يعني النهر { هُوَ } يعني طالوت { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } صدقوا { مَعَهُ قَالُواْ } فيما بينهم { لاَ طَاقَةَ لَنَا ٱلْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ } يعلمون ويستيقنون { أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ ٱللَّهِ } معاينو الله بعد الموت { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ } جماعة قليلة من المؤمنين { غَلَبَتْ فِئَةً } جماعة { كَثِيرَةً } من الكافرين { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بنصر الله { وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } معين الصابرين في الحرب بالنصرة.