{ قُل } لهم يا محمد { لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ } ميقات يوم، يوم القيامة { لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً } بعد الأجل { وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } قبل الأجل ساعة { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة أبو جهل بن هشام وأصحابه { لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } الذي يقرأه علينا محمد عليه الصلاة والسلام { وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } قبله من التوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب { وَلَوْ تَرَىٰ } يا محمد { إِذِ ٱلظَّالِمُونَ } المشركون أبو جهل وأصحابه { مَوْقُوفُونَ } محبوسون { عِندَ رَبِّهِمْ } يوم القيامة { يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ } يجيب بعضهم بعضاً ويرد بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً { يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } قهروا وهم السفلة { لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } تعظموا عن الإيمان وهم القادة { لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } تعظموا عن الإيمان وهم القادة { لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوۤاْ } قهروا وهم السفلة { أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ } صرفناكم { عَنِ ٱلْهُدَىٰ } عن الإيمان { بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ } محمد به { بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ } مشركين قبل مجيء محمد عليه الصلاة والسلام إليكم { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } قهروا وهم السفلة. { لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } تعظموا عن الإيمان وهم القادة { بَلْ مَكْرُ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } قولكم إيانا بالليل والنهار { إِذْ تَأْمُرُونَنَآ } إذ أمرتمونا { أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم و القرآن { وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً } أعدالاً وأشكالاً { وَأَسَرُّواْ } أخفوا { ٱلنَّدَامَةَ } القادة من السفلة ويقال أظهر الندامة القادة والسفلة { لَمَّا } حين { رَأَوُاْ ٱْلَعَذَابَ وَجَعَلْنَا ٱلأَغْلاَلَ فِيۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن يقول غلت أيمانهم إلى أعناقهم { هَلْ يُجْزَوْنَ } يوم القيامة { إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } إلا بما كانوا يعملون ويقولون في كفرهم { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ } إلى أهل قرية { مِّن نَّذِيرٍ } رسول مخوف { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ } جبابرتها وأغنياؤها { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } جاحدون { وَقَالُواْ } للرسل { نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً } منكم { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } بديننا هذا مع هذه الأموال والأولاد وهكذا قال كفار مكة لمحمد عليه الصلاة و السلام قال الله { قُلْ } لهم يا محمد { إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ } يوسع المال { لِمَن يَشَآءُ } على من يشاء وهو مكر منه { وَيَقْدِرُ } يقتر على من يشاء وهو نظر منه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } أهل مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون به { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ } كثرة أموالكم يا أهل مكة { وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ } كثرة أولادكم { بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ } قربى بالدرجات { إِلاَّ مَنْ آمَنَ } بالله ولكن إيمان من آمن بالله { وَعَمِلَ صَالِحاً } خالصاً فيما بينه وبين ربه يقربه إلى الله { فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ } في الحسنات { بِمَا عَمِلُواْ } في إيمانهم { وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ } في الدرجات { آمِنُونَ } من الموت والزوال.