{قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ} من الدين {حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} يا محمد {مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً} حيث أمرهم بالقرآن مع قيام الدلالة والحجة عليهم {فَلاَ تَأْسَ} فلا تحزن {عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ * إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ وَٱلنَّصَارَىٰ} كان حقه والصابئين وإنما رفعه عطفاً على الذين قبل دخول أنّ فلا يحدث معنى كما تقول: زيد قائم، وأن زيداً قائم معناها واحد، وقرأ الحسن إن اللّه وملائكته برفع التاء {وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً} الآية.
{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ} في التوحيد والنبوّة {وَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ رُسُلاً} إلى قوله {وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ} وظنوا أن لا يكون ابتلاء واختبار. ورفع نونه بعض قرّاء العراق فمن نصب فعلى ترك المبالاة بلا ومن رفع فعلى معنى لا يكون {فَعَمُواْ}، عن الحسن: فلم يبصروه {وَصَمُّواْ} عنه فلم يسمعونه وكان ذلك عقوبتهم {ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ} بعد ذلك بخذلانهم أياً منهم في قتال {كَثِيرٌ مِّنْهُمْ} وهم كفار أهل الكتاب {وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ * لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ} يعني الملكانية {وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَابَنِيۤ إِسْرَائِيلَ} الآية.
{لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} هي النسطورية وذلك إنهم قالوا أباً وإبناً وروحاً قدسياً {وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ} إلى قوله {لَيَمَسَّنَّ} لتصيبن { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ} خص الكفر لعلمه أن بعضهم [لهم] {عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلاَ يَتُوبُونَ} الآية.
{مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ} إلى قوله {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} الآية، تصدق، وقال مقاتل: إنما سميت صديقة لأنها لما أتاها جبرئيل، وهي في منجم وقال لها: إنما أنا رسول ربك صدّقته {كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ} في هذا المعنى هذا عبارة عن الحدث ومن أكل وأحدث لا يستحق أن يكون إلهاً {ٱنْظُرْ} يا محمد {كَيْفَ نُبَيِّنُ} إلى قوله {أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} [يرتدون] عن الحق {قُلْ أَتَعْبُدُونَ} الآية {قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ} يعني النصارى {لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ ٱلْحَقِّ} لا تجاوزوا الحق إلى غيره {وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ} الآية.