التفاسير

< >
عرض

عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
٥
كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
٦
أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ
٧
إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ
٨
أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ
٩
عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ
١٠
أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ
١١
أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ
١٢
أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
١٣
أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ
١٤
كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ
١٥
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
١٦
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
١٧
سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ
١٨
كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب
١٩
-العلق

الكشف والبيان

{ عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } من البيان والعمل، قال قتادة: العلم نعمة من اللّه، لولا العلم لم يقم دين ولم يصلح عيش { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } من أنواع الهدى والبيان. وقيل: علّم آدم الأسماء كلّها، وقيل: الإنسان هاهنا محمد صلى الله عليه وسلم بيانه { { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } [النساء: 113].
{ كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } ليتجاوز حدّه ويستكبر على ربّه { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } قال الكلبي: يرتفع من منزلة إلى منزلة في اللباس والطعام وغيرهما، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول:
"أعوذ بك من فقر يُنسي ومن غنى يُطغي" .
{ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } المرجع في الآخرة { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ } { عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } نزلت في أبي جهل - لعنه اللّه - نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة حتى فرضت عليه.
أخبرنا عبد اللّه بن حامد فقال: أخبرنا أحمد بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمد بن عبد اللّه ابن يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدّثنا معمر بن سليمان عن أبيه قال: حدّثنا نعيم بن أبي مهند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
"قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟
قالوا: نعم، قال: فو الذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن رقبته.
قال فما [فجأهم] منه إلاّ يتقي بيديه وينكص على عقبيه، قال: فقالوا له: ما ذاك يا أبا الحكم؟ قال: إن بيني وبينه خندقاً من نار وهؤلاً وأجنحة، [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً]"
فأنزل اللّه سبحانه { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ * عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ * أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ } أبو جهل لعنه اللّه { وَتَوَلَّىٰ * أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ * كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } لنأخذن بمقدم رأسه فَلَنُذِلَّنّهُ، ثم قال على البدل: { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }.
قال ابن عباس: لمّا نهى أبو جهل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة انتهرهُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقال أبو جهل: أتُهدّدني ؟ فواللّه لأملأن عليك إن شِئت هذا خيلا جرداً أو رجالا مرداً، فأنزل اللّه سبحانه { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } أي قومه { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لأخذته الزبانية عياناً" .
{ كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب } وصلّ واقترب من اللّه سبحانه وتعالى.