التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
٨
-العاديات

الدر المصون

قوله: { لِحُبِّ }: اللامُ متعلِّقَةٌ بـ"شديدٌ" وفيه وجهان، أحدهما: أنها المعدِّيةُ. والمعنى: وإنَّه لقَويٌّ مُطيقٌ لِحُبِّ الخير يقال: هو شديدٌ لهذا الأمرِ، أي: مُطيقٌ له والثاني: أنها للعلةِ، أي: وإنَّه لأجلِ حبِّ المالِ لَبخيلٌ. وقيل: اللامُ بمعنى "على". ولا حاجةَ إليه، وقد يُعَبَّرُ بالشديدِ والمتشدِّدِ عن البخيل قال:

4630ـ [أرى] الموتَ يَعْتامُ الكرامَ ويَصْطَفي عَقيلةَ مالِ الفاحشِ المتشدِّدِ

وقال الفراء: "أصلُ نَظْمِ الآية أَنْ يقالَ: وإنه لشديدُ الحُبِّ للخير، فلما قَدَّم "الحُبّ" قال: لشديد، وحَذَفَ مِنْ آخرِه ذِكْرَ "الحُبِّ"؛ لأنه قد جرىٰ ذِكْرُه، ولرؤوسِ الآي كقولِه: { { فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } [إبراهيم: 18] والعُصُوف للريح لا لليوم، كأنه قال: في يومٍ عاصفِ الريحِ".