التفاسير

< >
عرض

وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ إِنِّيۤ إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ
٣١
-هود

الدر المصون

و "تَزْدَري" تَفْتَعِل مِنْ زَرَىٰ يَزْري، أي: حَقَرَ، فأُبدلت تاءُ الافتعال دالاً بعد الزاي وهو مُطَّرِد، ويقال: "زَرَيْتُ عليه" إذا عِبْتَه، و "أَزْرَيْتُ به"، أي: قَصَّرت به. وعائدُ الموصولِ محذوفٌ، أي: تَزْدَريهم أعينُكم، أي: تحتقرهم وتُقَصِّر بهم، قال الشاعر:

2656 ـ تَرَى الرجلَ النحيفَ فَتَزْدَريه وفي أثوابهِ أسدٌ هَصُورُ

وقال أيضاً:

2657 ـ يباعِدُه الصَّديقُ وتَزْدريهِ حَلِيْلتُه ويَنْهرَهُ الصغيرُ

واللام في "للذين" للتعليل، أي: لأجل الذين، ولا يجوز أن تكونَ التي للتبليغ إذ لو كانت لكان القياس "لن يؤتيكم" بالخطاب.
وقوله: { وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } الظاهر أن هذه الجملةَ لا محلَّ لها عطفاً على قولِه { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ } كأنه أخبر عن نفسه بهذه [الجمل الثلاث]. وقد تقدَّم في الأنعام [أن هذا هو المختار] وأن الزمخشري قال: "إنَّ قوله تعالىٰ: { وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } معطوفٌ على "عندي خزائن"، أي: لا أقولُ: عندي خزائن اللَّه، ولا أقول: أنا أعلمُ الغيب"./