التفاسير

< >
عرض

وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ
١٦
-يوسف

الدر المصون

قوله تعالى: { عِشَآءً }: يجوز فيه وجهان، أحدهما: ـ وهو الذي لا ينبغي أن يُقال غيرُه ـ أنه ظرف زمان، أي: جاؤوه في هذا الوقت و "يبكون" جملة حالية، أي: جاؤوه باكين. والثاني: أن يكون "عشاء" جمع عاشٍ كقائم وقيام. قال أبو البقاء: "ويُقرأ بضم العين، والأصل: عُشاة مثل غازٍ وغُزاة، فَحُذِفَتْ الهاءُ وزِيْدت الألف عوضاً منها، ثم قُلبت الألفُ همزةً، وفيه كلامٌ قد ذُكر في آل عمران عند قوله: { أَوْ كَانُواْ غُزًّى } [الآية: 156]، ويجوز أن يكون جمعَ فاعِل على فُعال، كما جُمع فعيل على فُعال لقُرْب ما بين الكسر والضم، ويجوز أن يكون كنُؤام ورُباب وهو شاذٌّ". قلت: وهذه القراءة قراءةُ الحسن البصري، وهي من العِشْوة والعُشْوَة وهي الظلام.
وقرأ الحسن أيضاً: "عُشَا" على وزن دُجَى نحو: غازٍ وغُزاة، ثم حُذف منه تاءُ التأنيث، وهذا كما حذفوا تاء التأنيث مِنْ "مَأْلُكة"، فقالوا: مَأْلُك، وعلى هذه الأوجهِ يكون منصوباً على الحال، وقرأ الحسن أيضاً "عُشِيَّاً" مصغَّراً".