التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
٢
-يوسف

الدر المصون

قوله تعالى: { قُرْآناً }: يجوز فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أن يكونَ بدلاً من ضمير "أَنْزَلْناه"، أو حالاً مُوَطِّئةً منه، والضميرُ في "أَنْزَلْناه" على هذين القولين يعودُ على "الكتاب". وقيل: "قُرْآناً" مفعولاٌ به والضميرُ في "أَنْزلْناه" ضميرُ المصدر.
و "عربيَّاً" نعتٌ للقرآن. وجَوَّز أبو البقاء أن يكونَ حالاً مِنَ الضمير في "قُرْآناً" إذا تحمَّل ضميراً، يعني إذا جَعَلْناه حالاً مُؤَوَّلاً بمشتق، أي: أَنْزَلْناه مُجْتَمِعاً في حال كونِ عربيَّاً. والعربيُّ منسوب للعرب لأنه نَزلَ بلغتِهم. وواحدُ العَرَبِ عربيٌ، كما أن واحدَ الرومِ روميٌّ. وعَرَبةُ ـ بفتح الراء ـ ناحيةُ دارِ إسماعيلَ النبيِّ عيله السلام. قال الشاعر:

2377 ـ وعَرْبَةُ أرضٌ ما يُحِلُّ حرامَها مِنَ الناسِ إلا اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ

سكَّن راءَها ضرورةً، فيجوز أن يكونَ العربيُّ منسوباً إلى هذه البقعة.