التفاسير

< >
عرض

وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا وَٱلْعِيْرَ ٱلَّتِيۤ أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
٨٢
-يوسف

الدر المصون

قوله تعالى: { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ }: يحتمل ثلاثة أوجه، أحدها: ـ وهو المشهور ـ أنه على حَذْفِ مضاف تقديره: واسأل أهلَ القرية وأهلَ والعير، وهو مجازٌ شائع. قاله ابن عطية وغيره. قلت: وهذا على خلافٍ في المسألة: هل الإِضمارُ من باب المجاز أو غيرِه؟ المشهورُ أنه قسم منه وعليه أكثر الناس. قال أبو المعالي: "قال بعض المتكلمين: "هذا من الحذفِ وليس من المجاز، [وإنما المجاز]: لفظةٌ استُعِيرَتْ لغير ما هي له" قال: "وحَذْفُ المضاف هو عينُ المجازِ وعُظْمُه، هذا مذهب سيبويه وغيره"، وحَكَىٰ أنه قولُ الجمهور. وقال فخر الدين الرازي: "إنَّ المجازَ والإِضمارَ قسمان لا قسيمان، فهما متباينان".
الثاني: أنه مجازٌ، ولكنه من باب إطلاق اسمِ المحلِّ على الحالِّ للمجاورة كالزاوية.
الثالث: أنه حقيقةٌ لا مجاز فيه، وذلك أنه يجوز أن يسألَ القريةَ نفسَها والإِبل فتجيبه، لأنه نبيٌّ يجوز أن ينطق له الجماد والبهائم.