التفاسير

< >
عرض

الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
١
-إبراهيم

الدر المصون

قوله تعالى: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ }: يجوزُ أَنْ يرتفعَ خبراً لـ "ألر" إن قلنا إنها مبتدأٌ، والجملةُ بعده صفةٌ، ويجوز أن يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ، أي: هذا كتابٌ، وأن يرتفعَ بالابتداء، وخبرُه الجملةُ بعده، وجاز الابتداءُ بالنكرةِ لأنها موصوفةٌ تقديراً. تقديره: كتابٌ أيُّ كتابٍ، يعني عظيماً مِنْ بينِ الكتبِ السماوية.
قوله: "لِتُخْرِجَ" متعلقٌ بـ "أَنْزَلْنا" وقُرِئَ "ليَخْرج الناسُ" بفتح الياء وضمَِّ الراء مِنْ خَرَجَ يَخْرُج، "الناس" رفعاً على الفاعلية.
قوله: "بإذنِ" يجوز أن يتعلَّقَ بالإِخراج، أي: بتسهيله وتيسيرِه، ويجوز أَن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ فاعلِ "تُخْرِجَ"، أي: مأذوناً لك.
قوله: { إِلَىٰ صِرَاطِ } فيه وجهان، أحدُهما: أنه بدلٌ من قوله { إِلَى ٱلنُّورِ } بإعادةِ العامل، ولا يَضُرُّ الفصلُ بالجارِّ لأنه من معمولاتِ العاملِ في المُبْدَلِ منه. والثاني: أنه متعلِّقٌ بمحذوفٍ على أنه جوابُ سؤالٍ مقدَّر، كأنه قيل: إلى أيِّ نور؟ إلى صراط.