التفاسير

< >
عرض

ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٧٥
-النحل

الدر المصون

قوله تعالى: { وَمَن رَّزَقْنَاهُ }: يجوزُ في "مَنْ" هذه أن تكونَ موصولةً، وأن تكونَ موصوفةً. واختاره الزمخشري قال: "كأنه قيل: وحُرَّاً رَزَقْناه، ليطابِقَ عَبْداً". ومحلُّها النصبُ عطفاً على "عبداً". وقد تقدَّم الكلامُ في المَثَلِ الواقعِ بعد "ضَرَبَ".
قوله: { سِرّاً وَجَهْراً } يجوز أن يكونَ منصوباً على المصدر، أي: إنفاقَ سِرٍّ وجَهْر، ويجوز أن يكونَ حالاً.
قوله: { هَلْ يَسْتَوُونَ } إنما جُمِعَ الضميرُ وإن تَقَدَّمَه اثنان؛ لأنَّ المرادَ جنسُ العبيدِ والأحرارِ المدلولِ عليهما بعبد وبمَنْ رَزَقْنَاه. وقيل: على الأغنياءِ والفقراءِ المدلولِ عليهما بهما أيضاً. وقيل: اعتباراً بمعنى "مَنْ" فإنَّ معناها جمعٌ، راعى معناها بعد ان راعَى لفظَها.
قوله:
{ { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [النحل: 74] حُذِفَ مفعولُ العِلْمِ اختصاراً أو اقتصاراً.