التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً
٦
-الإسراء

الدر المصون

قوله تعالى: { ٱلْكَرَّةَ }: مفعولُ "رَدَدْنا" وهي في الأصلِ مصدرُ كَرَّ يَكُرُّ، أي: رَجَعَ، ثم يُعَبَّر بها عن الدَّوْلَةِ والقَهْر.
قوله "عليهم" يجوز تعلُّقه بـ "رَدَدْنا"، أو بنفس/ الكَرَّة، لأنه يُقال: كَرَّ عليه فتتعدَّى بـ "على" ويجوز أن تتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنها حالٌ من "الكَرَّة".
قوله: "نَفِيراً" منصوبٌ على التمييز، وفيه أوجهٌ، أحدها: أَنَّه فَعِيْل بمعنى فاعِل، أي: أكثر نافراً، أي: مَنْ يَنْفِرُ معكم. الثاني: أنه جمع نَفْرٍ نحو: عَبْد وعَبيد، قاله الزجاج، وهم الجماعة الصَّائِرون إلى الأعداء. الثالث: أنه مصدرٌ، أي: أكثرُ خروجاً إلى الغَزْو. قال الشاعر:

3029- فَأَكْرِمْ بقَحْطانَ مِنْ والدٍ وحِمْيَرَ أكرِمْ بقومٍ نَفيرا

والمفضَّلُ عليه محذوفٌ، فقدَّره بعضُهم: أكثر نفيراً من أعدئكم، وقدَّره الزمخشري: أكثر نفيراً مِمَّا كنتم.