التفاسير

< >
عرض

أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً
٩٣
-الإسراء

الدر المصون

قوله تعالى: { أَوْ تَرْقَىٰ }: فعل مضارعٌ منصوبٌ تقديراً، لأنه معطوفٌ على "تَفَجُّرَ"، أي: أو حتى تَرْقَى في السماء، أي: في معارجِها، والرُّقِيُّ: الصُّعودُ. يقال: رَقِي بالكسرِ يَرْقى بالفتح رُقَيَّاً على فُعول، والأصل رُقُوْي، فَأُدْغم بعد قلبِ الواو ياءً، ورَقْياً بزنة ضَرْب. قال الراجز:

3108- أنتَ الذي كلَّفْتني رَقْيَ الدَّرجْ على الكَلالِ والمَشِيْبِ والعَرَجْ

قوله: "نَقْرَؤُه" يجوز فيه وجهان، أحدهما: أن يكون نعتاً لـ"كتاباً". والثاني: أن يكونَ [حالاً] مِنْ "نا" في "علينا" قاله أبو البقاء، وهي حالٌ مقدرةٌ، لأنهم إنما يقرؤونه بعد إنزالِه لا في حالِ إنزالِه.
قوله: { قُلْ سُبْحَانَ } قرأ ابنُ كثير وابنُ عامر "قال" فعلاً ماضياً إخباراً عن الرسولِ عليه السلام بذلك، والباقون "قُلْ" على الأمر/ أمراً منه تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم بذلك، وهي مرسومةٌ في مصاحف المكيين والشاميين: "قال" بألف، وفي مصاحِفِ غيرِهم "قُلْ" بدونها، فكلٌ وافق مصحفَه.
قوله: { إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } يجوزُ أَنْ يكونَ "بشراً" خبرَ "كنتُ" و"رسولاً" صفتُه، ويجوز أن يكون "رسولاً" هو الخبر، و"بَشَراً" حالٌ مقدمةٌ عليه.