التفاسير

< >
عرض

وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
١٦
-النور

الدر المصون

قوله: { وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ }: كقوله: { لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ } [الآية: 12] ولكن لا التفاتَ فيه. وقال الزمخشري: "فإن قلت: كيف جاز الفصلُ بين "لولا" و"قُلْتم". قلت: للظروفِ شأنٌ ليس لغيرِها لأنها لا يَنْفَكُّ عنها ما يقعُ فيها فلذلك اتُّسِع فيها". قال الشيخ: "وهذا يُوْهِمُ اختصاص ذلك بالظروف، وهو جارٍ في المفعول به تقول، لولا زيداً ضَرَبْتَ، ولولا عمراً قَتَلْتَ".
وقال الزمخشري أيضاً: "فإِنْ قلتَ: أيُّ فائدةٍ في تقديمِ الظرف حتى أَوْقَعَ فاصلاً؟ قلت: الفائدة فيه بيانُ أنَّه كان الواجبُ عليهم أن يتفادَوْا أولَ ما سمعوا بالإِفْك عن التكلُّم به، فلمَّا كان ذِكْر الوقتِ أهَّم وَجَبَ تقديمُه. فإنْ قلتَ: ما معنى "يكون" والكلامُ بدونه مُتْلَئِبٌّ لو قيل: ما لنا أن نتكلَّم بهذا؟ قلت: معناه ينبغي ويَصِحُّ، أي: ما ينبغي وما يصِحُّ كقولِه:
{ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ } [المائدة: 116].