قوله: { وَلاَ يَأْتَلِ }: يجوزُ أَنْ يكونَ يَفْتَعِلُ مِن الأَلِيَّة وهي الحَلْف كقوله:
3437ـ ..................... ..... وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
ونَصَرَ الزمخشري هذا بقراءة الحسن "ولا يَتَأَلَّ" من الأَلِيَّة كقوله: "مَنْ تألَّ على اللهِ يُكَذِّبْه". ويجوزَ أَنْ يكونَ يَفْتَعِلُ مِنْ أَلَوْتُ أي قَصَّرْتُ كقوله تعالى: { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } [آل عمران: 118] قال:
3438ـ وما المرءُ ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه بمُدْرِكِ أَطْراف الخُطوب ولا آلِ
وقال أبو البقاء: وقُرِىء "ولا يَتَأَلَّ" على يَتَفَعَّل وهو من الأَلِيَّة أيضاً".
قلت: ومنه:
3439ـ تَأَلَّى ابنُ أَوْسٍ حَلْفَةً لِيَرُدَّني إلى نِسْوةٍ كأنَّهنَّ مَفائِدُ
قوله: { أَن يُؤْتُوۤاْ } هو على إسقاطِ الجارِّ، وتقديرُه على القول الأولِ، ولا يَأْتَلِ أُولوو الفَضْلِ على أَنْ لا يُحِسنوا. وعلى الثاني: ولا يُقَصِّر أُولو الفَضْل في أَنْ يُحِسنوا. وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم وابن قطيب "تُؤْتُوا" بتاء الخطاب. وهو التفاتُ موافِقٌ لقولِه: "ألا تُحِبون". وقرأ الحسن وسفيان بن الحسين: وَلْتَعْفُوا وَلْتَصْفَحُوا، بالخطاب، وهو موافِقٌ لِما بعده.