التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٢٧
-النور

الدر المصون

قوله: { تَسْتَأْنِسُواْ }: يجوزُ أن يكونَ من الاستئناس؛ لأنَّ الطارِقَ يَسْتَوْحِشُ من أنه: هل يُؤْذن له أو لا؟ فيُزالُ استيحاشُه، وهو رَدِيْفُ الاستئذانِ فَوُضِع موضعَه. وقيل: من الإِيناس وهو الإِبْصار أي: حتى تَسْتَكْشفوا الحالَ. وفسَّره ابن عباس "حتى تَسْتَأْذِنُوا" وليست قراءةً. وما يُنقل عنه أنه قال: "تستأنسوا خطأٌ من الكاتب، إنما هون تستأذنوا"..... منحولٌ عليه. وهو نظيرُ ما تقدَّم في الرعد { أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } [الرعد: 31] وقد تقدَّم القول فيه.
والاستِئْناسُ: الاسْتِعْلام، قال:

3440ـ كأنَّ رَحْلِيْ وقد زال النهارُ بنا يومَ الجليلِ على مُسْتَأْنِسٍ وَحَِدِ

وقيل: هو من الإِنْس بكسرِ الهمزةِ أي: يتعرَّفُ: هل فيها إنسِيُّ أم لا؟ وحكى الطبريُّ أنه بمعنى: وتُؤْنِسُوا أنفسَكم".
قال ابنُ عطية: "وتصريفُ الفعل يَأْبى أَنْ يكونَ مِنْ آنسَ".