التفاسير

< >
عرض

إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً
١٢
-الفرقان

الدر المصون

قوله: { إِذَا رَأَتْهُمْ }: هذه الجملةُ الشرطيةُ في موضعِ نصبٍ صفةً لـ"سَعيراً" لأنَّه مؤنَّثٌ.
قوله: { سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } إنْ قيل: التغيُّظُ لا يُسْمع. فالجوابُ من ثلاثةِ أوجه، أحدُها: أنه على حَذْفِ مضافٍ أي: صوتَ تغيُّظِها. والثاني: أنه على حَذْفٍ تقديرُه: سَمِعوا وَرَأَوْا تغيُّظاً وزفيراً، فيرتفع كلُّ واحدٍ إلى ما يَليقُ به أي: رَأَوْا تغيُّظاً وسَمِعوا زَفيراً. والثالث: أَنْ يُضَمَّن "سمعوا" معنىً يَشْمَلُ الشيئين أي: أَدْرَكوا لها تغَيُّظاً وزفيراً. وهذان الوجهان الأخيران منقولان من قولِه:

3476ـ يا ليتَ زوجَك قد غَدا متقلِّداً سيفاً ورُمْحاً

ومن قوله:

3477ـ فَعَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً .......................

أي: ومُعْتَقِلاً رمحاً، وسَقَيْتُها ماءً، أو تضمِّنُ "مُتَقَلِّداً" معنى مُتَسَلِّحاً، و"عَلَفْتُها" معنى: أَطْعَمْتُها تِبْناً وماءً بارداً.