التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً
٦٢
-الفرقان

الدر المصون

قوله: { خِلْفَةً }: فيه وجهان، أحدهما: أنه مفعولٌ ثانٍ. والثاني: أنه حالٌ بحَسَبِ القَوْلَيْن في "جَعَل". وخِلْفَة يجوزُ أن يكونَ مصدراً مِنْ خَلَفَه يَخْلُفه، إذا جاء مكانَه، وأَنْ يكونَ اسمَ هيئةٍ كالرِّكْبَةِ، وأَنْ يكونَ من الاختلافِ كقولِه:

3493ـ ولها بالماطِرُوْنَ إذا أكلِ النملُ الذي جَمَعا

خِلْفةً حتى إذا ارتَبَعَتْ سَكَنَتْ مِنْ جِلَّقٍ بِيعاً

في بيوتٍ وَسْطَ دَسْكَرةٍ حَوْلَها الزيتونُ قد يَنَعا

ومثلُه قول زهير:

3494ـ بها العِيْنُ والآرام يَمْشِيْنَ خِلْفَةً ........................

وأَفْرَدَ "خِلْفَةً" قال أبو البقاء: "لأنَّ المعنى: يَخْلُفُ/ أحدُهما الآخرَ، فلا يتحقَّق هذا إلاَّ منهما" انتهى.
والشُّكور: بالضم مصدرٌ بمعنى الشُكر، وبالفتحِ صفةُ مبالغةٍ.