التفاسير

< >
عرض

وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَٱخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّاصِحِينَ
٢٠
-القصص

الدر المصون

قوله: { يَسْعَىٰ }: يجوزُ أَنْ يكونَ صفةً، وأَنْ يكونَ حالاً؛ لأنَّ النكرةَ قد تَخَصَّصَتْ بالوصفِ بقولِه: { مِّنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ } فإن جَعَلتْ "مِنْ أَقْصَى" متعلقاً بـ"جاء" فـ"يَسْعَى" صفةٌ ليس إلاَّ. قاله الزمخشريُّ، بناءً منه على مذهب الجمهورِ وقد تقدَّم/ أنَّ سيبويه يجيز ذلك مِنْ غيرِ شرطٍ. وفي آية يس تقدَّم "مْن أقصىٰ" على "رجل" لأنَّه لم يكنْ مِنْ أقصاها، وإنما جاء منه، وهنا وصَفَه بأنه مِنْ أقصاها، وهما رجلان مختلفان وقِصَّتان متباينتان.
قوله: { يَأْتَمِرُونَ } أي: يَتَآمَرُوْنَ بمعنى يَتشاورون، كقولِ النَّمِر ابنِ تَوْلب:

3595ـ أرى الناسَ قد أَحْدَثُوا شِيْمَةً وفي كلِّ حادثةٍ يُؤْتَمَرْ

وعن ابن قتيبة: يأمرُ بعضُهم بعضاً. أخذَه مِنْ قولِه تعالى: { وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } [الطلاق: 6].
قوله: "لك" يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بما يَدُلُّ "الناصحين" عليه أي: ناصحٌ لك من الناصحين، أو بنفسِ "الناصحين" للاتِّساع في الظرف، أو على جهةِ البيان أي: أعني لك.