قوله: { وَجَعَلْنَاهُمْ } أي: صَيَّرْناهم. وقال الزمخشري: "دَعَوْناهم" كأنه فرََّ مِنْ نسبةِ ذلك إلى الله تعالى، أعني التصييرَ؛ لأنه لا يوافِقُ مذهبَه. و"يَدْعُون" صفةٌ لـ"أَئمةً".
قوله: { وَيَوْمَ القِيَامَةِ } فيه أوجهٌ، أحدها: أَنْ يتعلَّقَ بـ"المقبوحين" علىٰ أنّ أل ليست موصولةً، أو موصولةٌ واتُّسِع فيه، وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ يُفَسِّره المقبوحين، كأنه قيل: وقُبِّحُوا يومَ القيامةِ نحو: { لِعَمَلِكُمْ مِّنَ ٱلْقَالِينَ } [الشعراء: 168] أو يُعْطَفَ على موضع "في الدنيا" أي: وأَتْبَعْناهم لعنةً يوم القيامة، أو معطوفةٌ على "لعنةً" على حذفِ مضافٍ أي: ولعنةَ يوم القيامة. والوجهُ الثاني أظهرُها.
والمقبوحُ: المطرودُ. قبَّحه الله: طرده. قال:
3616ـ ألا قَبَّح اللهُ البراجِمَ كلِّها وجَدَّعَ يَرْبُوعاً وعَقَّر دارِما
وسُمِّيَ ضِدُّ الحُسْنِ قبيحاً؛ لأنَّ العينَ تَنْبُو عنه، فكأنها تطردُه يُقال: قَبُح قَباحةً. وقيل: من المقبوحينَ: من المَوْسومين بعلامةً مُنْكَرَةٍ كزُرْقة العيون وسوادِ الوجوهِ. والقبيحُ أيضاً: عَظْمُ الساعدِ ممَّا يلي النصفَ منه إلى المِرْفَقِ.