التفاسير

< >
عرض

ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُوۤاْ إِلَىٰ أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً
٦
-الأحزاب

الدر المصون

قوله: { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }: أي: مثلُ أمِّهاتهم في الحكمِ. ويجوزُ أن يُتناسى التشبيهُ، ويُجْعلون أمَّهاتِهم مبالغةً.
قوله: "بعضُهم" يجوز فيه وجهان، أحدُهما: أَنْ يكونَ بدلاً من "أُوْلُو". والثاني: أنه مبتدأٌ وما بعده خبرُه، والجملةُ خبرُ الأولِ.
قوله: { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بـ "أَوْلَى"؛ لأنَّ أَفْعَلَ التفضيلِ يعملُ في الظرفِ. ويجوزُ أَنْ تتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنها حالٌ من الضمير في "أَوْلَى" والعاملُ فيها "أَوْلَى" لأنها شبيهةٌ بالظرفِ./ ولا جائزٌ أَنْ يكونَ حالاً مِنْ "أُوْلُو" للفَصْلِ بالخبرِ، ولأنَّه لا عامِلَ فيها.
قوله: "من المؤمنين" يجوز فيه وجهان، أحدهما: أنها "مِنْ" الجارَّةُ للمفضولِ كهي في "زيدٌ أفضلُ من عمروٍ" المعنى: وأُولو الأرحامِ أَوْلَى بالإِرثِ من المؤمنين والمهاجرين الأجانب. والثاني: أنَها للبيانِ جيْءَ بها بياناً لأُوْلي الأرحامِ، فتتعلَّق بمحذوف أي: أعني. والمعنى: وأُولوا الأرحام من المؤمنين أَوْلَى بالإِرث مِن الأجانب.
قوله: { إِلاَّ أَن تَفْعَلُوۤاْ } هذا استثناءٌ مِنْ غيرِ الجنس، وهو مستثنىً مِنْ معنى الكلامِ وفحواه، إذ التقديرُ: أُولو الأرحامِ بعضُهم أَوْلَى ببعض في الإِرث وغيرِه، لكن إذا فَعَلْتُمْ مع غيرِهم مِنْ أوليائِكم خيراً كان لكم ذلك. وعُدِّي "تَفْعَلوا" بـ "إلى" لتضمُّنِه معنى تَدْخُلوا.