التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
٣١
-سبأ

الدر المصون

قوله: { وَلَوْ تَرَى ٰ }: مفعولُ "ترى" وجوابُ "لو" محذوفان للفهم. أي: لو ترى حالَ الظالمين وقتَ وقوفِهم راجعاً بعضُهم إلى بعض القولَ لرَأَيْتَ حالاً فظيعة وأمراً مُنْكراً. و"يَرْجِعُ" حالٌ مِنْ ضميرِ "مَوْقوفون"، والقولُ منصوبٌ بـ "يَرْجِعُ" لأنه يَتَعَدَّى. قال تعالى: { { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ } [التوبة: 83]. وقولُه: { يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } إلى آخره تفسيرٌ لقولِه: "يَرْجِعُ" فلا مَحَلَّ له. و"أنتم" بعد "لولا" مبتدأٌ على أصَحِّ المذاهبِ. وهذا هو الأفصحُ. أعني وقوعَ ضمائرِ الرفعِ بعد "لولا" خلافاً للمبرد؛ حيث جَعَلَ خلافَ هذا لَحْناً، وأنه لم يَرِدْ إلاَّ في قولِ يزيدَ:

3747 ـ وكم مَوْطَنٍ لَوْلاي ................. .....................................

البيت. وقد تقدَّم تحقيقُ هذا. والأخفشُ جَعَلَ أنه ضميرُ نصبٍ أو جرٍ قامَ مقامَ ضميرِ الرفع. وسيبويهِ جعلَه ضميرَ جَرّ.