التفاسير

< >
عرض

سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ
٥٨
-يس

الدر المصون

قوله: { سَلاَمٌ }: العامَّةُ على رفعِه. وفيه أوجهٌ، أحدها: ما تقدَّم مِنْ كونِه خبرَ "ما يَدَّعون". الثاني: أنه بدلٌ منها، قاله الزمخشري. قال الشيخ: "وإذا كان بدلاً كان "ما يَدَّعُون" خصوصاً، والظاهر أنَّه عمومٌ في كلِّ ما يَدَّعُونه. وإذا كان عموماً لم يكن بدلاً منه". الثالث: أنه صفةٌ لـ "ما"، وهذا إذا جَعَلْتَها نكرةً موصوفةً. أمَّا إذا جَعَلْتَها بمعنى الذي أو مصدريةً تَعَذَّر ذلك لتخالُفِهما تعريفاً وتنكيراً. الرابع: أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ، أي: هو سلامٌ. الخامس: أنه مبتدأٌ خبرُه الناصبُ لـ "قَوْلاً" أي: سلامٌ يُقال لهم قولاً. وقيل: تقديرُه: سلامٌ عليكم. السادس: أنه مبتدأٌ، وخبرُه "مِنْ رَبٍ". و"قولاً" مصدرٌ مؤكدٌ لمضمونِ الجملةِ، وهو مع عاملِه معترضٌ بين المبتدأ والخبر.
وأُبَيٌّ وعبد الله وعيسى "سَلاماً" بالنصب. وفيه وجهان، أحدهما: أنه حالٌ. قال الزمخشري: "أي: لهمْ مُرادُهُمْ خالصاً". والثاني: أنه مصدرُ يُسَلِّمون سلاماً: إمَّا من التحيةِ، وإمَّا من السَّلامة. و"قَوْلاً" إمَّا: مصدرٌ مؤكِّدٌ، وإمَّا منصوبٌ على الاختصاصِ. قال الزمخشري: "وهو الأَوْجَهُ". و"مِنْ رَبٍّ" إمَّا صفةٌ لـ "قَوْلاً"، وإمَّا خبرُ "سَلامٌ" كما تقدَّم. وقرأ القَرَظِيُّ "سِلْمٌ" بالكسرِ والسكونِ. وتقدَّم الفرق بينهما في البقرة.