التفاسير

< >
عرض

فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ
٩٣
-الصافات

الدر المصون

و"ضَرْباً" مصدرٌ واقعٌ موقعَ الحالِ أي: فراغ عليهم ضارِباً أو مصدرٌ لفعلٍ، ذلك الفعلُ/ حالٌ تقديرُه: فراغَ يَضْرِب ضَرْباً، أو ضَمَّن "راغَ" معنى يَضْرِبُ، وهو بعيدٌ. و"باليمينِ" متعلِّقٌ بـ "ضَرْباً" إن لم نجعَلْه مؤكِّداً وإلاَّ فبعامِلِه. واليمينُ: يجوزُ أن يُرادَ بها إحدى اليدين وهو الظاهرُ، وأنُ يُرادَ بها القوةُ، فالباءُ على هذا للحالِ أي: مُلْتبساً بالقوةِ، وأَنْ يُراد بها الحَلْفُ وفاءً بقولِه: { { وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ } [الأنبياء: 57]. والباءُ على هذا للسببِ. وعَدَّى "راغ" الثاني بـ "على" لَمَّا كان مع الضَرْبِ المُسْتَوْلي عليهم مِنْ فَوقِهم إلى أسفلِهم بخلافِ الأولِ فإنه مع توبيخٍ لهم، وأتى بضميرِ العقلاء في قولِه "عليهم" جَرْياً على ظنِّ عَبَدَتها أنها كالعقلاءِ.