التفاسير

< >
عرض

وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٧٥
-الزمر

الدر المصون

قوله: { حَآفِّينَ }: جمعُ حافّ، وهو المُحْدِقُ بالشيءِ، مِنْ حَفَفْتُ بالشيءِ إذا أَحَطْتُ به قال:

3906 ـ يَحُفُّه جانبا نِيْقٍ وتُتْبِعُهُ مثلَ الزُّجاجةِ لم تُكْحَلْ من الرَّمَدِ

وهو مأخوذٌ من الحِفاف وهو الجانبُ. قال الشاعر:

3907 ـ له لَحَظاتٌ عن حِفافي سَرِيْرِه إذا كرَّها فيها عقابٌ ونائل

وقال الفراء وتبعه الزمخشري: "لا واحدَ لـ حافِّين" وكأنهما رَأَيا أنَّ الواحدَ لا يكون حافًّا؛ إذِ الحُفُوْفُ هو الإِحداقُ بالشيء والإِحاطةُ به، وهذا لا يتحقَّق إلاَّ في جمعٍ.
قوله: "مِنْ حَوْلِ" في "مِنْ" وجهان أحدُهما - وهو قولُ الأخفش - أنها مزيدةٌ. والثاني: أنها للابتداءِ، والضميرُ في "بينهم" إمَّا للملائكةِ، وإمَّا للعبادِ، و"يُسَبِّحون" حالٌ من الضمير في "حافِّين".