التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ
١٦
-الأحقاف

الدر المصون

قوله: { نَتَقَبَّلُ }: قرأ الأخوان وحفص "نَتَقَبَّلُ" بفتح النون مبنيَّاً للفاعلِ ونصبِ "أَحْسَنَ" على المفعول به، وكذلك "ونتجاوَزُ". والباقون ببنائِهما للمفعولِ ورفع "أحسنُ" لقيامِه مقام الفاعل ومكانَ النونِ ياءٌ مضمومةٌ في الفعلَيْن. والحسنُ والأعمش وعيسى بالياء منْ تحتُ، والفاعلُ اللَّهُ تعالى.
قوله: { فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ } فيه أوجه، أحدُها: - وهو الظاهر - أنَّه في محلِّ حالٍ أي: كائنين في جملةِ أصحابِ الجنة كقولِك: أكرَمَني الأميرُ في أصحابِه، أي: في جملتهم. والثاني: أن "في" بمعنى "مع". والثالث: أنها خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي: هم في أصحاب الجنة.
قوله: "وَعْدَ الصدقِ" مصدرٌ مؤكِّد لمضمونِ الجملةِ السابقة؛ لأنَّ قولَه { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ } في معنى الوعد.