التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ
١٠

الدر المصون

قوله: { وَٱلنَّخْلَ }: منصوبٌ عطفاً على مفعول "أَنْبَتْنا" أي: وأَنْبَتْنا النخلَ. و "باسِقاتٍ" حالٌ. وهي حالٌ مقدرةٌ؛ لأنَّها وقتَ الإِنباتِ لم تكن طِوالاً. والبُسُوْقُ: الطُّوْلُ. يُقال: بَسَقَ فلانٌ على أصحابِه أي: طالَ عليهم في الفَضْلِ. ومنه قولُ ابنِ نوفل في ابن هبيرة:

4091ـ يا بنَ الذين بمَجْدِهمْ بَسَقَتْ على قَيْسٍ فَزارَهْ

وهو استعارةٌ، والأصلُ استعمالُه في: بَسَقَتِ النخلةُ تَبْسُق بُسُوْقاً أي: طالَتْ. قال الشاعر:

4092ـ لنا خَمْرٌ وليسَتْ خمرَ كَرْمٍ ولكنْ مِنْ نِتاجِ الباسِقاتِ

كِرامٌ في السماءِ ذَهَبْنَ طُوْلاًوفاتَ ثمارَها أيدي الجُناةِ

وبَسَقَتِ الشاةُ: وَلَدَتْ، وأَبْسَقَت الناقةُ: وَقَع في ضَرْعِها اللِّبَأ قبل النِّتاج، ونوقٌ مَباسِيْقُ من ذلك. والعامَّةُ على السين. وقرأ قطبة بن مالك ـ ويَرْويها عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ـ "باصِقاتٍ" بالصاد، وهي لغةٌ لبني العَنْبر، يُبْدِلون السينَ صاداً قبل القافِ والغينِ والخاءِ والطاء إذا وَلِيَتْها، أو فُصِلَتْ منها بحرفٍ أو حَرْفين.
قوله: { لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } يجوزُ أَنْ تكونَ الجملةُ حالاً من النخل أو من الضمير في "باسِقاتٍ"، ويجوزُ أَنْ يكونَ الحالُ وحدَه لها، و "طَلْعٌ" فاعلٌ به، ونَضِيْدٌ بمعنى مَنْضود.