قوله: { بَلْ كَذَّبُواْ }: هذا إضرابٌ ثانٍ. قال الزمخشري: "إضرابٌ أُتبع الإِضرابَ قبله للدلالةِ على أنَّهم جاؤُوا بما هو أفظعُ مِنْ تعجُّبهم، وهو الكذيبُ بالحق". وقال الشيخ: "وكأن هذا الإِضرابَ الثاني بدلُ بدَاءٍ من الأول". قلت: وإطلاقُ مثلِ هذا في كتابِ الله لا يجوزُ البتةَ. وقيل: قبل هذه الآيةِ جملةٌ مُضْرَبٌ عنها. تقديرُها: ما أجادُوا النظرَ، بل كَذَّبوا. وما قاله الزمخشريُّ أحسنُ.
والعامَّةُ على تشديد "لَمَّا" وهي: إمَّا حرفُ وجوبٍ لوجوب، أو ظرفٌ بمعنى حين، كما عَرَفْتَه. وقرأ الجحدريُّ بكسرِ اللام وتخفيفِ الميمِ على أنَّها لامُ الجرِّ دَخَلَت على "ما" المصدرية، وهي نظيرُ قولِهم: "كتبْتُه لخمسٍ خَلَوْن" أي: عندها.
قوله: { مَّرِيجٍ } أي: مُخْتَلِط. قال أبو واقد:
4089ـ مَرِجَ الدِّيْنُ فأَعْدَدْتُ له مُشْرِفَ الأَقْطارِ مَحْبوكَ الكَتَدْ
وقال آخر:
4090ـ فجالَتْ والتمسْتُ به حَشاهافَخَرَّ كأنَّه خُوْطٌ مَرِيْجُ
وأصلُه من الحركةِ والاضطرابِ/ ومنه: مَرَجَ الخاتمُ في إصبعِه.