التفاسير

< >
عرض

أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ
١٢
-النجم

الدر المصون

قوله: { أَفَتُمَارُونَهُ }: قرأ الأخَوان "أَفَتَمْرُوْنَه" بفتح التاء وسكون الميمِ، والباقون "تُمارونه". وعبد الله بن مسعود والشعبي "أَفَتُمْرُوْنَه" بضمِّ التاءِ وسكون الميم. فأمَّا الأولى ففيها وجهان، أحدهما: أنها مِنْ مَرَيْتُه حَقَّهُ إذا غَلَبْتَه وجَحَدْتَه إياه. وعُدِّي بـ "على" لتضمُّنِه معنى الغَلَبة. وأُنشِد:

4128ـ لَئِن هَجَرْتَ أخا صدقٍ ومَكْرُمَةٍ لقد مَرَيْتَ أخاً ما كان يَمْرِيكا

لأنه إذا جَحَده حقَّه فقد غَلَبه عليه. والثاني: أنها مِنْ مَراه على كذا أي: غَلَبه عليه فهو مِن المِراء وهو الجِدالُ. وأمَّا الثانيةُ فهي مِنْ ماراه يُماريه مُراءاة أي: جادَلَه. واشتقاقُه مِنْ مَرْي الناقةِ؛ لأنَّ كلَّ واحد من المتجادِلِيْن يَمْري ما عند صاحبه. وكان مِنْ حَقِّه أن يتعدَّى بـ "في" كقولك: جادَلْتُه في كذا، وإنما ضُمِّن معنى الغَلَبة فعُدِّيَ تَعْدِيَتَها. وأمَّا قراءةُ عبد الله فمِنْ أمراه رباعياً.