التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ
٤٨
-النجم

الدر المصون

قوله: { أَقْنَىٰ }: قال الزمخشريُّ: "أعطى القُنْيَة وهي المالُ الذي تَأَثَّلْتَه وعَزَمْتَ أن لا يَخْرُج مِنْ يَدِك". قال الجوهري: "قَنِيَ الرجلُ يَقْنَى قِنَىً، مثلَ: غنِيَ يَغْنَى غِنَى". ثم يتعدَّى بتغييرِ الحركة فيقال: قَنَيْتُ مالاً أي: كَسَبْتُه، وهو نظير: شَتِرَتْ عينُه بالكسر وشَتَرَها اللَّهُ بالفتح، فإذا دَخَلَتْ عليه الهمزةُ أو التضعيفُ اكتسب مفعولاً ثانياً فيقال: أَقْناه الله مالاً، وقَنَّاه إياه أي: أَكْسَبه إياه، قال الشاعر:

4137ـ كم مِنْ غنيٍّ أصاب الدهرُ ثَرْوَته ومِنْ فقيرٍ تَقَنَّى بعد إقْلالِ

أي: تقنَّى مالاً، فحذف الثاني، وحُذِفَ مفعولا أغْنى وأَقْنى؛ لأنَّ المرادَ نسبةُ هذين الفعلين إليه وحدَه وكذلك في باقيها.
وألفُ "أَقْنى" عن ياءٍ لأنه مِنَ القُنِيْةِ قال:

4138ـ ألا إنَّ بَعْد العُدْمِ للمَرْءِ قُنِيَةً ........................

وقيل: أقْنى أَرْضَى. قال الراغب: "وتحقيقُه: أنه جَعَلَ له قُنْية من الرضا وقَنَيْتُ كذا واقْتَنَيْتُه قال:

4139ـ ........................ قَنِيْتُ حَيائي عِفَّةً وتَكَرُّما