التفاسير

< >
عرض

وَأَنتُمْ سَامِدُونَ
٦١
-النجم

الدر المصون

قوله: { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ }: هذه الجملةُ تَحْتمل أَن تكونَ مستأنفةً، أخبرَ اللَّهُ تعالى عنهم بذلك، وتَحْتمل أَنْ تكونَ حالاً أي: انتفى عنكم التباكي حالَ كونِكم "سامدونَ". والسُّمُود قيل الإِعراضُ. وقيل: اللهوُ. وقيل: الجمود. وقيل: الاستكبار. قال الشاعر:

4143ـ رَمَى الحِدْثانُ نِسْوَةَ آلِ سَعْدٍ بمقدارٍ سَمَدْن له سُمودا

فرَدَّ شعرورَهن السودَ بِيْضاً ورَدَّ وجوهَهن البيضَ سُودا

فهذا بمعنى الجمود والخُشوع، وقال آخر:

4144ـ ألا أيها الإِنسانُ إنَّك سامِدٌ كأنَّك لا تَفْنَى ولا أنت هالكُ

فهذا بمعنى لاهٍ لاعِبٌ، وقال أبو عبيدة/: "السُّمود": الغناءُ بلغة حمير، يقولون: يا جاريةُ اسْمُدي لنا، أي: غَنِّي، وقال الراغب: "السَّامِدُ: اللاهي الرافعُ رأسَه، مِنْ قولهم: بعيرٌ سامِدٌ في سَيْرِه، وقيل: سَمَّدَ رأسَه وسَبَّدَه، أي: استأصلَ شَعْرَه".