التفاسير

< >
عرض

أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
٢٥
-القمر

الدر المصون

قوله: { مِن بَيْنِنَا }: حالٌ من هاء "عليه"، أي: أَلْقى عليه منفرداً مِنْ بيننا.
قوله: { أَشِرٌ } الأَشِرُ: البَطِرُ. يقال: أَشِر يأْشَر أَشَراً فهو أشِرٌ كفَرِح، وآشِر كضارب، وأشْران كسَكران، وأُشارى كسُكارى. وقرأ أبو قُلابةِ وجعلهما أَفْعَلَ تفضيلٍ تقول: زيدٌ خيرٌ مِنْ عمروٍ وشرٌّ مِنْ بكر. ولا نقول: أَخْبرُ ولا أَشَرُّ إلاَّ في نُدورٍ كهذه القراءة وكقول رُؤْبة:

4164ـ بِلالُ خيرُ الناسِ وابنُ الأَخْيَرِ

وَثَبَتَتْ فيهما في التعجب نحو: ما أَخْيره وما أشَرَّه. ولا تُحْذَفُ إلاَّ في نُدورٍ عكسَ أفعل التفضيل. قالوا: "ما خيرَ اللبنِ للصحيح وما شَرَّه للمبطون" وهذا مِنْ محاسِن الصناعة. وقرأ أبو قيس الأوْدِيُّ، ومجاهد الحرفَ الثاني "الأُشُرُ" ثلاث ضماتٍ. وتخريجها: على أنَّ فيه لغةَ "أَشُر" بضم الشين كحَذُر وحذِر، ثم ضُمَّت الهمزة على أصلِ تيْكَ اللغةِ كحَذُر.