التفاسير

< >
عرض

يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ
٣٥
-الرحمن

الدر المصون

قوله: { شُوَاظٌ }: قرأ ابن كثير بكسر الشين. والباقون بضمِّها، وهما لغتان بمعنىً واحدٍ. والشُواظُ: قيل: اللَّهَبُ معه دُخانٌ. وقيل: بل هو اللهبُ الخالِصُ. وقيل: اللَّهَبُ الأحمرُ. وقيل: هو الدخانُ الخارجُ مِن اللهَب. وقال رؤبة:

4178ـ ونارَ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشُّواظا

وقال حسان:

4179ـ هَجَوتُكَ فاخْتَضَعْتَ لها بذُلٍّ بقافِيَة تَأَجَّجُ كالشُّواظِ

و "يُرْسَلُ" مبنيٌّ للمفعولِ؛ وهو قراءةُ العامَّةِ. وزيد بن علي "نُرْسِلُ" بالنونِ، "شواظاً ونُحاساً" بالنصب. و "مِنْ نار" صفةٌ لشواظ أو متعلِّقٌ بـ "يُرْسَلُ".
قوله: "ونُحاس" قرأ ابنُ كثير وأبو عمروٍ بجرِّه عطفاً على "نارٍ"، والباقون برفعِه عطفاً على "شُواظ". والنحاس قيل: هو الصُّفْرُ المعروفُ، يذيبه اللَّهُ تعالى ويُعَذِّبهم به. وقيل: الدخان الذي لا لَهَبَ معه. قال الخليل: وهو معروفٌ في كلامِ العرب، وأنشد للأعشى:

4180ـ يُضيْءُ كضَوْءِ سراجِ السَّلِيْـ ـــطِ لم يَجْعَلِ اللَّهُ فيه نُحاسا

وتُضَمُّ نونُه وتُكْسَرُ، وبالكسرِ قرأ مجاهد وطلحة والكلبي. وقرأ ابن جندب "ونَحْسٌ" كقولِه: { فِي يَوْمِ نَحْسٍ } [القمر: 19] وابن أبي بكرة وابن أبي إسحاق "ونَحُسُّ" بضم الحاء والسين مشددةً من قوله: { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ } [آل عمران: 152] أي: ونقتلُ بالعذاب. وقرأ ابن أبي إسحاق أيضاً "ونَحَُِسٍ" بضمِّ الحاء وفتحِها وكسرِها، وجرِّ السين. والحسن والقاضي.
"ونُحُسٍ" بضمتين وجرِّ السين. وتقدَّمَتْ قراءةُ زيدٍ "ونُحاساً" بالنصبِ لِعَطْفِه على "شواظاً" في قراءته.