التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً
٢٦
-الواقعة

الدر المصون

قوله: { إِلاَّ قِيلاً }: فيه قولان، أحدهما: أنه استثناءٌ منقطعٌ وهذا واضحٌ؛ لأنه لم يندَرِجْ تحت اللَّغْو والتأثيم. والثاني: أنه متصلٌ وفيه بُعْدٌ، وكأن هذا رأى أن الأصلَ لا يَسْمعون فيها كلاماً فاندرَج عنده فيه. وقال مكي: "وقيل: منصوبٌ بيَسْمعون" وكأنه أرادَ هذا القول.
قوله: { سَلاَماً سَلاَماً } فيه أوجهٌ، أحدها: أنه بدلٌ مِنْ "قيلاً" أي: لا يسمعُون فيها إلاَّ سلاماً سلاماً. الثاني: أنه نعتٌ لقِيلا. الثالث: أنه منصوبٌ بنفس "قيلاً" أي: إلاَّ أَنْ يقولوا: سلاماً سلاماً، هو قولُ الزجَّاج. الرابع: أَنْ يكونَ منصوباً بفعلٍ مقدرٍ، ذلك الفعلُ مَحْكِيٌّ بـ "قيلاً" تقديره: إلاَّ قيلاً اسْلَموا سَلاماً.
وقُرىء "سَلامٌ" بالرفع قال الزمخشري: "على الحكاية". قال مكي: "ويجوزُ في الكلام الرفعُ على معنى: سلامٌ عليكم، ابتداءٌ وخبرٌ" وكأنه لم يَعْرِفْها قراءةً.