قوله: { وَيَتَنَاجَوْنَ }: قرأ حمزة "يَنْتَجُوْنَ" من الانتجاء من النجوى. والباقون "يتناجَوْن" من التناجي مِن النجوى أيضاً. قال أبو علي: "والافتعال والتفاعُلُ يجريان مَجْرىً واحداً، ومِنْ ثَمَّ صَحَّحوا: ازدَوَجُوا واعْتَوَرَوا لَمَّا كانا في معنى: تزاوَجُوا وتعاوَنوا. وجاء { حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ } و { ٱدَّرَكُواْ } [الأعراف: 38] قلت: ويؤيِّد قراءةَ العامة الإِجماعُ على "تناجَيْتُمْ" و "فلا تَتَناجوا"، و "وتناجَوْا"، فهذه مِن التفاعُل لا غيرُ، إلا ما روي عن عبد الله أنه قرأ "إذا انْتَجَيْتُم فلا تَنْتَجُوا" ونقل الشيخُ عن الكوفيين والأعمش "فلا تَنْتَجُوا" كقراءةِ عبدِ الله. وأصل تَنْتَجُون: تَنْتَجِيُوْن". ويتَناجَوْن يتناجَيُون فاسْتُثْقِلَتِ الضمةُ على الياء فحُذِفَت، فالتقى ساكنان فحذفت الياءُ لالتقائِهما. أو نقول: تحرَّك حرفُ العلةِ وانفتح ما قبله فَقُلِبَ ألفاً، فالتقى ساكنان فحذِف أوَّلهما وبقيت الفتحةُ دالةً على الألف.
[وقرأ] أبو حيوة "بالعِدْوان" بكسرِ العين.