التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلأَنْعَٰمِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
١٤٢
-الأنعام

الدر المصون

قوله تعالى: { حَمُولَةً وَفَرْشاً }: منصوبان على أنهما نُسِقا على جنات أي: وأنشأ من الأنعام حمولة. والحَمولة: ما أطاق الحملَ عليه من الإِبل. والفَرْش صغارُها، هذا هو المشهورُ في اللغة. وقيل: الحَمولة كبارُ الأنعام أعني الإِبل والبقر والغنم، والفَرْش صغارها قال: "ويدل له أنه أبدل منه قولَه بعد ذلك ثمانية أزواج من الضأن" كما سيأتي. وقال الزجاج: "أجمع أهل اللغة على أن الفَرْشَ صغار الإبل، وأنشد:

2097ـ أَوْرَثَني حَمولةً وفَرْشاً أَمُشُّها في كل يومٍ مَشَّا

وقال الآخر:

2098ـ وَحَوَيْنا الفَرْشَ مِنْ أنعامكم والحَمُولاتِ وربَّاتِ الحجالْ

قال أبو زيد: "يحتمل أن يكون سُمِّيَتْ بالمصدر لأنَّ الفَرْشَ في الأًصل مصدر". والفَرْش لفظٌ مشترك بين معانٍ كثيرة منها ما تقدَّم، ومنها متاع البيت، والفضاء الواسع، واتساع خفِّ البعيرِ قليلاً، والأرض الملساء، عن أبي عمرو بن العلاء، ونباتٌ يلتصق بالأرض، ومنه قول الشاعر:

2099ـ كمِشْفَر الناب تلوك الفَرْشا

وقيل: الحَمُولة: كلُّ ما حُمِل عليه، من إبل وبقر وبغل وحمار، والفَرْشُ هنا ما اتُّخِذَ من صوفه ووبره وشعره ما يفترش، وأنشدوا للنابغة:

2100ـ وحَلَّتْ بيوتي في يَفاعٍ مُمَنَّعٍ تَخَالُ به راعي الحَمولَةِ طائرا

وقال عنترة:

2101ـ وما راعني إلا حَمُولة أهلها وسطَ الديارِ تَسُفُّ حب الخِمْخِمِ