التفاسير

< >
عرض

ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ
١٠
-التحريم

الدر المصون

قوله: { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً }: إلى آخره قد تَقَدَّم الكلامُ على "ضَرَبَ" مع المثل. وهل هي بمعنى صَيَّر أم لا؟ وكيف ينتصِبُ ما بعدها؟ في سورةِ النحلِ فأغنى ذلك عن إعادتِه هنا.
قوله: { كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ } جملةٌ مستأنفة كأنها مفسِّرةٌ لضَرْبِ المَثَلِ، ولم يأتِ بضميرِها، فيُقال: تحتَهما أي: تحتَ نوحٍ ولوطٍ، لِما قُصِدَ مِنْ تَشْريفِهما بهذه الأوصافِ الشريفةِ:

4280ـ لا تَدْعُني إلاَّ بـ "يا عبدَها" فإنَّه أشرفُ أسمائي

وليصِفَها بأجلِّ الصفاتِ وهو الصَّلاحُ.
قوله: { فَلَمْ يُغْنِيا } العامَّةُ بالياء مِنْ تحتُ أي: لم يُغْن نوحٌ ولوطٌ عن امرأتيهما شيئاً مِنْ الإِغناءِ مِنْ عذابِ الله.
وقرأ مبشر بن عبيد "تُغْنِيا" بالتاءِ مِنْ فوقُ أي: فلم تُغْنِ المرأتان عن أنفسِهما. وفيها إشكالٌ: إذ يلزمُ من ذلك تعدِّي فعل المضمرِ المتصل إلى ضميره المتصل في غيرِ المواضعِ المستثناةِ وجوابُه: أنَّ "عَنْ" هنا اسم كهي في قوله:

4281ـ دَعْ عنك نَهْباً صِيْحَ في حَجَراتِهِ ........................

وقد تقدَّم لك هذا والاعتراضُ عليه بقوله: { وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ } } [مريم: 25] { { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } [القصص: 32] وما أُجيب به ثَمَّة.