التفاسير

< >
عرض

أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ
٢٢
-القلم

الدر المصون

قوله: { أَنِ ٱغْدُواْ }: يجوزُ أَنْ تكونَ المصدريَّةَ، أي: تنادَوْا بهذا الكلامِ، وأَنْ تكونَ المفسِّرة؛ لأنَّه تقدَّمها ما هو بمعنى القولِ. قال الزمخشريُّ: "فإنْ قلتَ: هلا قيل: اغْدُوا إلى حَرْثِكم وما معنى "على"؟ قلت: لَمَّا كان الغُدُوُّ إليهِ ليَصْرِمُوه ويَقْطعوه كان غُدُوَّا عليه، كما تقول: غدا عليهم العدوُّ. ويجوزُ أن يُضَمَّنَ الغُدُوُّ معنى الإِقبالِ كقولِهم: "يُغْدَى عليهم بالجَفْنَة ويُراحُ" انتهى. فجعل "غدا" متعدياً في الأصل بـ "إلى" فاحتاج إلى تأويل تعدِّيه بـ "على". وفيه نظرٌ لورود تَعَدِّيه بـ "على" في غير موضع كقولِه:

4302ـ وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ نَشاوى واجِدين لِما نشاءُ

/ وإذا كانوا قد عَدَّوْا مرادِفَه بـ "على" فَلْيُعَدُّوه بها، ومرادِفُهُ "بَكَرَ" تقول: بَكَرْتُ عليه، وغَدَوْتُ عليه بمعنىً واحدٍ. قال:

4303ـ بَكَرْتُ عليه غُدْوَةً فَرَأَيْتُه قُعُوداً لديهِ بالصَّريمِ عَواذِلُهْ

و { إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } جوابُه محذوفٌ، أي: فاغدُوْا. وصارمين: قاطعين جاذِّين. وقيل: ماضِين في العَزْمِ، مِنْ قولِك: سيفٌ صارِمٌ.