التفاسير

< >
عرض

وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ
٢٥
-القلم

الدر المصون

قوله: { عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ }: يجوزُ أَنْ يكونَ "قادرين" حالاً من فاعل "غَدَوْا". و "على حَرْدٍ" متعلِّقٌ به، وأَن يكونَ "على حَرْدٍ" هو الحالَ، و "قادرين": إمَّا حالٌ ثانيةٌ، وإمَّا حالٌ مِنْ ضميرِ الحالِ الأولى.
والحَرْدُ فيه أقوال كثيرة، قيل: الغضبُ والحَنَقُ. وأُنْشد للأشهب ابن رُمَيْلة:

4304ـ أُسُوْدُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍتَساقَوْا على حَرْدٍ دماءَ الأساوِدِ

قيل: ومثلُه قولُ الآخرِ:

4305ـ إذا جِيادُ الخيل جاءتَ تَرْدي مملوءَةً مِنْ غَضَبٍ وحَرْد

عَطَفَ لَمَّا تغايرَ اللفظان كقولِه:

4306ـ ..................... وأَلْفى قولَها كَذِباً ومَيْنا

وقيل: المَنْعُ. مِنْ حارَدَتِ الإِبلُ: قَلَّ لَبَنُها، والسَّنَةُ: قَلَّ مَطَرُها، قاله أبو عبيد والقُتبيُّ. ويقال: حَرِدَ بالكسر يَحْرَدُ حَرْداً، وقد تُفْتح فيقال: حَرَداً، فهو حَرْدانُ وحارِدٌ. يقال: أسدٌ حارِدٌ، ولُيوث حَوارِدُ. وقيل: الحَرْدُ والحَرَدُ الانفرادُ. يُقال: حَرَدَ بالفتح، يَحْرُد بالضم، حُروداً وحَرْداً وحَرَداً: انعزل، ومنه كوكبٌ حارِدٌ، أي: منفردٌ. قال الأصمعي: "هي لغةُ هُذَيْل". وقيل: الحَرْدُ القَصْدُ. يقال: حَرَد يَحْرِدُ حَرْدَك، أي: قَصَدَ قَصْدَك، ومنه:

4307ـ ...................... يَحْرِدُ حَرْدَ الجنَّةِ المُغِلَّهْ

وقد فُسِّرت الآيةُ الكريمةُ بجميعِ ما ذَكَرَتْ. وقيل: الحَرْدُ اسمُ جنَّتِهم بعينِها، قاله السُّدي. وقيل: اسم قَرْيتِهم، قاله الأزهري. وفيهما بُعْدٌ بعيدٌ. و "قادرين": إمَّا مِنْ القُدْرَةِ، وهو الظاهرُ، وإمَّا مِن التقدير وهو التضييقُ، أي: مُضَيِّقين على المساكينِ. وفي التفسيرِ قصةٌ توضِّحُ ما ذكرْتُ".